الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْرًا (100)} أي ثقلا وحملا وإثما..{خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ} (101) ذلك الوزر {يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا} (101) {يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ} (103) يتسارّون ويهمس بعضهم إلى بعض بالكلام وفى آية أخرى: {وَلا تُخافِتْ بِها} [17/ 110].{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفًا} (105) مجازها: يطيّرها فيستأصلها. {فَيَذَرُها قاعًا صَفْصَفًا} (106) أي مستويا أملس..{عِوَجًا} (107) مجازه مصدر ما اعوجّ من المحانى والمسايل والأودية والارتفاع يمينا وشمالا إذا كسرت أوله، وإن فتحته فهو في كل رمح وسنّ وحائط..{وَلا أَمْتًا} (107) مجازه لا ربى ولا وطئا أي لا ارتفاع ولا هبوط، يقال: مدّ حبله حتى ما ترك فيه أمتا، أي استرخاء وملأ سقاءه حتى ما ترك فيه أمتا، أي انثناء، وقال يزيد بن ضبّة:
وقال الراجز: {فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)} أي صوتا خفيا وهو مثل الرّكز، ويقال: همس إلىّ بحديث، أي أخفاه.{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ (111)} فهى تعنو عنوّا أي استأسرت فهى عوان لربّها، واحدها عان بمنزلة الأسير العاني لأسره، أي ذليل، ومنه قولهم: النساء عوان عند أزواجهن.{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ (112)} مجازه ومن يعمل الصالحات، و{من} من حروف الزوائد، وفى آية أخرى: {فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ}.وقال الشاعر: (58) زاد من لمكان النفي ولا تزاد من في أمر واجب، يقال: ما عندى من شيء وما عندك من خير وهل عندك من طعام، فإذا كان واجبا لم يجز شيء من هذا فلا تقول: عندى من خير ولا عندى من درهم وأنت تريد: عندى درهم..{وَلا هَضْمًا (112)} أي ولا نقيصة، قال لبيد: يقال: هضمنى فلان حقّى ومنه هضيم الكشح أي ضامر البطن ومنه: طلعها هضيم قد لزق بعضه ببعض وضم بعضه بعضا، ويقال: هضمنى طعامى، ألا ترى أنه قد ذهب وهو في قول أحسن: أكيل هضوم مطعّم قد أمكن أن يؤكل.{وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ (113)} مجازه بيّنا..{لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (119)} أي لا تعطش ولا تضحى للشمس فتجد الحرّ، قال عمر بن أبى ربيعة. {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا (124)} مجازه معيشة ضيقة، والضّنك توصف به الأنثى، والمذكّر بغير الهاء وكل عيش أو منزل أو مكان ضيّق فهو ضنك، قال عنترة: وقال: {أفلم نهد لهم (128)} أي نبين لهم ونوضّح لهم..{لَكانَ لِزامًا (129)} أي فيصلا يلزم كل إنسان طائره إن خيرا فخير وإن شرّا فشر فلازمه.قال حجل بن نضلة الباهلىّ: فأخرجه مخرج قطام ورقاش..{وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ (130)} أي ساعات الليل واحدها إنى تقديره حسى والجميع أحساء، وقال المتنخّل الهذلىّ وهو أبو أثيلة: {زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا (131)} أي زينة الدنيا وجمالها.{لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ (131)} أي لنبلوهم فيه. اهـ.
ومعناه: لقد علم الأيقاظ عيونا. فجعل العين للنوم في أنها مشتملة عليه، كالخفاء للقربة في أنه مشتمل عليها.وقول الشاعر: أخفية الكرى من الاستعارات العجيبة، والبدائع الغريبة. وقوله: تزجّجها من حالك واكتحالها. يعود على العيون. كأنه قال: تزجّج العيون واكتحالها من سواد الليل. وهذا لا يكون إلا مع السهر وامتناع النوم، لأن العيون حينئذ بانفتاحها تكون كالمباشرة لسواد الظلماء، فيكون كالكحل لها.والتزجّج: اسوداد العينين من الكحل. يقال: زجّجت المرأة عينها وحاجبها. إذا سودتهما بالإثمد.وعلى التأويل الآخر يبعد الكلام عن طريق الاستعارة. وهو أن يكون أكاد هاهنا بمعنى أريد، كما قلنا فيما مضى. ومن الشواهد على ذلك قول الشاعر: أي كنا نريدها في رجب. ويكون {أخفيها} على موضوعه من غير أن يعكس عن وجهه. ويكون المعنى: إن الساعة آتية أريد أستر وقت مجيئها، لما في ذلك من المصلحة. لأنه إذا كان المراد بإقامتها المجازاة على الأفعال، والمؤاخذة بالأعمال، كانت الحكمة في إخفاء وقتها، ليكون الخلق في كل حين وزمان على حذر من مجيئها، ووجل من بغتتها، فيستعدوا قبل حلولها، ويمهدوا قبل نزولها.ويقوى ذلك قوله سبحانه: لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (15).
|